بيان: يوم القدس يوم تعبئةٌ شاملةٌ لمواجهة مشاريع التصفية، وتأكيدٌ على مسؤولية دعم المقاومة ونصرة غزة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
تُحيي الأمة الإسلامية، يوم القدس العالمي، الذي أطلقه الإمام الخالد روح الله الموسوي الخميني (قدس) صرخةً مدويةً تُجسِّد حيوية القضية الفلسطينية في ضمير الأمة، وتُذكِّر بأنها القضية المركزية التي تتقاطر إليها دماء الجهاد، وتتحد عندها إرادة الأمة ضد محور الطاغوت. إنه اليوم الذي تُعلن فيه الأمة رفضها للهزيمة، وتجديد عهدها مع فلسطين الدم، قلب الأمة النابض، والجمرة التي تُحرق مشاريع التصفية.
نؤكد في هذا اليوم الأغرّ أن تحرير فلسطين من البحر إلى النهر ليس شعاراً عابراً، بل هو حقٌّ تاريخي وديني، كُتب بدماء الشهداء، ورسَّخته إرادة المقاومة التي حوَّلت سلاح المستضعفين إلى هزّاتٍ تُزلزل عروش المحتلين.
إن المقاومة، بكل أشكالها، خيارٌ شرعي لا تفاوض فيه، ولا تراجع عنه، فهي لغة الواقع الذي فرضته دماء الأبطال في غزة، والضفة، والقدس، حيث انكسرت أسطورة “الجيش الذي لا يُقهر” في معركة “طوفان الأقصى“، التي فضحت زيف الأنظمة العميلة، وكشفت عوراتها وهي تُقايض كرامة الأمة بفتات التطبيع.
لقد أثبتت الشعوب العربية والإسلامية، عبر مواقفها الجريئة، أن خيارها الأصيل هو دعم المقاومة، بينما وقفت الأنظمة الخائنة – وعلى رأسها النظام الخليفي في البحرين – في خندق العدو الصهيوني، تُصفِّق لمجازر غزة، وتُكرِّس التطبيع كخنجر في خاصرة الأمة.
إننا نرفض كل اتفاقيات التطبيع الخيانة التي يُبرمها هذا النظام المُذعن لإملاءات المحتل، والتي لا شرعية لها إلا بقوة القمع والفساد. فشعب البحرين الأصيل، الذي رفض عبر تاريخه أن تكون أرضه سوقاً للخونة، يُعلنها واضحة: البحرين بيت من بيوتات المقاومة، لا منصةً للتوغل الصهيوني.
لقد أرادت قوى الشر أن تُحوِّل البحرين إلى محطةٍ للتطبيع، لكن إرادة شعبنا ستحوّلها – بعون الله – إلى محطةٍ للمقاومة، تُلهم الأمة بأن تحرير فلسطين لن يتم إلا بتحرير الشعوب من أنظمتها العميلة، التي باعت القدس لقاء تأييد الغرب.
يا أبناء شعب البحرين الأوفياء، إن يوم القدس يوم تعبئةٌ شاملةٌ لمواجهة مشاريع التصفية، وتأكيدٌ على أن مسؤولية دعم المقاومة ونصرة غزة تقع على عاتق كل حرٍّ يُدرك أن صمته خيانةٌ، وصوتُه جهادٌ.
وأنتم اليوم أمام تكليفٍ دينيٍ وإنسانيٍ؛ فمشاركتكم في فعاليات “على العهد يا قدس” ليس تظاهرة عابرة، بل هو بيعةٌ لله، وتأكيدٌ على أن البحرين، رغم قيود النظام الخليفي، ستظل جمرةً ثائرةً في وجه التطبيع.
صادر عن:
- تيار الوفاء الإسلامي
- الخميس 26 رمضان 1446 هـ
- الموافق 27 مارس/آذار 2025


