تقرير خاص بيوم القدس العالمي: الشيخ الراحل الجمري حامل راية يوم القدس

يوم القدّس العالمي أو اليوم العالمي للقدس يعقد في آخر جمعة من شهر رمضان المبارك، وتحيي الأمّة الإسلاميّة هذا اليوم في عموم بقاع العالم الإسلامي، من الجمهورية الإسلاميّة في إيران مركز التأسيس والانطلاق وصولا لأقصى بلاد الشرق والغرب، استجابة لدعوة أطلقتها آنذاك بعد انتصار الثوّرة الإسلامية في إيران بعام 1979م القيادة والمرجعية العليا للمسلمين والثورة الإسلامية روح الله الموسويّ الخمينيّ “قدّس سرّه”.

دعوة الإمام الخميني ليوم القدس العالمي

لقت الدعوة التي أطلقها الإمام الخمينيّ لإطلاق “يوم القدس العالمي” والتضامن مع قضيّة الإسلام والمسلمين، ترحيباً منقطع النظير عبر استجابة لم يوجد لها مثيل من قبل في المجتمعات الإسلامية كافة لاسيّما في البحرين، بل ساهمت هذه الدعوة في تعزيز روح الوحدة الإسلاميّة بين مختلف الطوائف الإسلاميّة.

القائد الراحل سماحة الشيخ الجمري يلبّي نداء إمام الأمة

يعد سماحة الشيخ الجمري هو أول من لبى نداء إمام الأمّة السيّد روح الله الخميني عبر الدعوة ليوم القدس العالميّ في البحرين في الثمانينات من القرن الماضي، حيث تقدّمت مجموعة من العلماء يتصدرهم سماحة الشيخ عبدالأمير الجمري، وأقاموا عدة فعاليات في مناطق منها العاصمة المنامة بمسجد مؤمن، وبلدة بني جمرة بجامع الإمام زين العابدين “عليه السلام”.

كيف واجه النظام الشيخ الجمري وجهوده لإحياء يوم القدس

واجهت السلطات الخليفية سماحة الشيخ الجمري بسبب تصدره دعوة الجماهير البحرانيّة لإحياء يوم القدس العالمي في البحرين عبر استدعائه للتحقيق بسبب هذا الإحياء الذي يعد من أبرز الفعاليات التضامنيّة مع القضية الفلسطينيّة في العالم، ورغم كل التحديات استمر إحياء يوم القدس العالمي في البحرين بسبب صمود الشيخ الجمري الذي كان يصر عليه تلبيةً لقضية الأمّة الإسلاميّة ونداء الإمام الخمينيّ العظيم.

محطات مضيئة من نصرة شعب البحرين للقدس وفلسطين

إرسال متطوعين للقتال:

يعد الشّعب البحرانيّ من الشعوب السباقة في الدفاع عن القضيّة الإسلاميّة والقدّس والدفاع عن أرض فلسطين، فقد سجل التاريخ محطات كثيرة لازالت مضيئة بسبب قوّة تلك المواقف، حيث شارك البحرانيون بقوة في مسيرات الاحتجاج ضدّ قرار تقسيم فلسطين في عام 1947م، كما شاركت كتيبة من البحرانيين في حرب 1948م.

واستمر الحراك الشعبيّ المناصر لفلسطين في عاميّ  1967م و 1973م و تقديم قربان للقدس في عام 1982م عبر استشهاد المناضل مزاحم الشتر، أثناء الاجتياح الإسرائيليّ إلى لبنان، وكان الشهيد الشتر آنذاك متطوعاً في صفوف المقاومة الفلسطينيّة هناك.

ولازال العطاء مستمراً حتى هذه السنوات رغم الاضطهاد الذي يعيشه البحرانيون على يد الحكم الخليفي والاحتلال السعوديّ والإماراتي.

الاحتجاجات أمام السفارة الأمريكية:

اندلعت الاحتجاجات في البحرين مع بداية المرحلة الجديدة لحكم حمد بن عيسى آل خليفة، إذ أنّ شعب البحرين عُرف بوقوفه أمام المؤامرات التي تحيكها دول الاستكبار ضدّ الشعوب المستضعفة، لاسيّما الشعب الفلسطيني، وفي الشأن الفلسطينيّ خاض شعب البحرين عدة ملاحم قدم فيها الغالي والنفيس بوقوفه مع قضية القدّس سواء في يوم القدس العالميّ أو في غيرها من الفعاليات التضامنيّة مع قضية الإسلام والمسلمين، ومن تلك الفعاليات مسيرة انطلقت من بلدة الزنج في عام 2002 باتجاه السفارة الأمريكيّة رداً على السفير الأمريكيّ في البحرين آنذاك رونالد نيومان بسبب مشاركته في احدى الفعاليات، والتي طالب خلالها بالوقوف دقيقة واحدة حداداً على القتلى الإسرائيليين، وهذا ما اعتبره شعب البحرين إهانة كبيرة توجّه له، إذ يعتبر الشعب البحرانيّ أحد الشعوب المناهضة ضدّ الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين المحتلة. وفي هذه الاحتجاجات قدّم شعب البحرين قرباناً آخراً لقضية الأقصى وهو الشهيد محمد جمعة الذي أُصيب بطلق ناريّ في رأسه، وتعتبر شهادة الشهيد محمد جمعة علامة فارقة في نضال شعب البحرين من أجل القضيّة الفلسطينيّة.

مصاديق التطبيع الخليفي مع العدو الصهيوني وغدره بفلسطين

على المستوى التجاري:

يعتبر النظام الخليفي من أوائل الأنظمة التي طبعت مع الكيان الصهيونيّ وبذلك غدرت بالقضيّة الفلسطينية، ففي عام 2016م أبدت حكومة الاحتلال الإسرائيلي ارتياح كبير إزاء زيارة وفد من رجال الأعمال اليهود إلى البحرين.

على المستوى السياسي:

وفي نفس العام وتحديداً بتاريخ 24 سبتمبر 2016م التقى وزير الخارجية الخليفيّ خالد بن أحمد آل خليفة أعضاء اللجنة الأمريكيّة اليهوديّة، وذلك في مدينة نيويورك على هامش الدورة 71 للجمعية العامة للأمم المتحدة.

وخلال اللقاء تم استعراض مسار العلاقات التاريخية بيّن مملكة البحرين وإسرائيل، وسبل الارتقاء بها في كافة المجالات بما يعزز مصالح البلدين، كما تمّ التطرق إلى أهم القضايا الإقليميّة والدوليّة ذات الاهتمام المشترك.

على المستوى الأمني:

كشف تقرير صادر عن الجيش الإسرائيلي عن وجود تعاون استخباراتي وثيق بين السلطات الخليفيّة وجهاز الموساد الإسرائيلي، وأنّ المنامة زودت إسرائيل بمعلومات استخباراتيّة عن إيران وفصائل المقاومة الفلسطينيّة.

على المستوى الفني:

في أبريل 2014 ،شارك عدد من الفنانين البحرينيين في معرض إسرائيليّ أُقيم في المركز اليهودي العربيّ بالكيان الصهيونيّ.

وفي 27 ديسمبر 2016م كانت صدمة العرب والمسلمين بالفيديو الذي بثتهُ قنوات متلفزة ومواقع أخبارية إسرائيلية يظهر فيه بحرينيون وهم يرقصون إلى جانب حاخامات صهاينة من حركة «أجاد» على إيقاع أُغنية تمس بشكل مباشر المسجد الأقصى وعروبة القدس المحتلّة وإسلاميتها.

وكشفت هذه الوسائل أنّ الحاخامات قدموا إلى الحفل الذي أُقيم في مدينة المنامة، بناء على دعوة الحاكم الخليفيّ حمد بن عيسى آل خليفه نفسه.

على المستوى السياحي:

نقل موقع (NRG) العبري التابع لمؤسسة «معاريف» الإعلامية عن كوفر الذي يرأس مركز شمعون فيزنتال في لوس أنجلوس الأمريكية قوله؛ “إن لقاءاً جمعه مع ملك البحرين في المنامة خلال العام الجاري، ندد خلاله الشيخ حمد بمقاطعة إسرائيل من قبل الدول العربية وأنهُ سيعمل من أجل السماح لرعايا بلاده لزيارتها”.

وأشار كوفر إلى أنه بحث مع ملك البحرين إمكانيّة إقامة متحف للتسامح بيّن الأديان في  المنامة وقد أبدى موقفا إيجابياً، واصفاً زيارته إلى البحرين بالمهمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى