الكلمة الهامّة للقياديّ في تيار الوفاء الإسلامي سماحة السيّدمرتضى السّندي التي يتناول فيها آخر مستجدّات الساحة في البحرين
بسم الله الرحمن الرَّحِيم
ومن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ (٥٦) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (٥٧ ) سورة المائدة
في البدأ، نعزي شعبنا والأمة الإسلامية بذكرى شهادة إمام السجون والقيود الصابرة الإمام موسى بن جعفر الكاظم “عليه السلام” الذي حفلت حياته في الأسر بمضامين الصبر والإباء وعدم التراجع، والذي تبقى سيرته نبراسا لأسرانا في سجون النظام الخليفي.
يشهد العالم الإسلامي والشعوب الحرة اليوم جريمة أخرى من جرائم النظام الخليفي وهي استضافة وفد كبير يمثّل العدو الصهيوني في مؤتمر ريادة الأعمال، وتأتي هذه الجريمة كجزء من خارطة الطريق إلى مايسمى صفقة القرن، التي قررت فيها أنظمة المنطقة العميلة بيع قضية إسلامها وأمتها وشرفها وعروبتها من أجل البقاء على كرسي الحكم.
بجريمة النظام الخليفي هذه ومن حذو حذوه من أنظمة خانعة تفتقد للشرعية فقد قرر هؤلاء التخلّي حتى عن مسار أوسلو ونظرية التفاوض مع العدو، فلم يعد هناك شئ اسمه تفاوض أو اتفاقات سابقة، فجوهر الموقف الخليفي وبقية أنظمة العهر والخيانة هو بيع فلسطين والقدس ، والتخلي عن ملايين الفلسطينيين المهجرين، والتسليم بحق الكيان الصهيوني في أراض عربية في سوريا ولبنان.
جوهر الموقف الخليفي هو الخيانة الكاملة الأركان الواضحة للعيان، فليس هناك مايبرر للحكم الخليفي هذا الارتماء في مشروع الصهاينة سوى الخيانة للإسلام ولإرادة الشعب والأمة، فليس هناك حدود بين البحرين وفلسطين ، ومن ناحية جغرافية فالبحرين بعيدة عن الصراع والاحتكاك المباشر مع العدو الصهيوني، إلا أن العصابة الخليفية الحاكمة أرادت بخيانتها أن تكون في قلب المشروع الصهيوني من أجل ضمان حكمها.
جوهر السياسة الخليفية هو ماعبّر عنه وزير خارجية القبيلة الخليفية الفاقد للشرعية عندما قال على هامش مؤتمر وارسو بأنه “لولا الجمهورية الإسلامية والقوى التي تحمل السلاح في وجه إسرائيل لتم حل القضية الفلسطينية منذ زمن”، وهو ماعبر عنه سابقا بقوله “اليوم الخطر الإيراني هو الأولوية وليس القدس “، فالعار والسقوط لنظام حكم باع شرفه وباع إرادة شعبه وإسلامه للأعداء لضمان أيام معدودة في الحكم.
خطورة الخيانة الخليفية لا تكمن فقط في العلاقات السياسية بين نظامين يتشابهان في كل شئ من قتل أهل البلد الأصليين وتهجيرهم وسجنهم، والتوطين والتجنيس للغرباء، والتدمير الثقافي والتاريخي، بل تتجاوز الخطوة الخليفية كل ذلك بكثير، إلى تمكين الصهاينة أمنيا واقتصاديا واجتماعيا على أرضنا وشعبنا ومقدراتنا، بما يعني ذلك من تدمير وخطر قومي ووطني.
اليوم للنظام الخليفي أدوات واضحة في مشروعه مع العدو الصهيوني، ومن هذه الأدوات المجلس النيابي الصّوري، وبعض أفراده ممن باعوا ضميرهم وشرفهم، وعلى رأسهم رئيس المجلس والعضو في جمعية “هذه هي البحرين ” التي زارت الكيان الصهيوني في فلسطين العام الماضي، والتي ستقود مهمة التطبيع والخيانة من داخل المجلس، وهناك من تجّار ظهروا للسطح، والبعض من أصحاب الفن والإعلام الرّخيص، وكذلك من مشايخ البلاط والسلطة ممن باعو دينهم بالثمن البخس والدراهم المعدودة.
إن هؤلاء أصبحوا مكشوفين للشعب وللأمة، وقد تعرّضوا لغضب شعبنا وأمتنا، وننصحهم بتدارك حالهم فورا، والتوبة من الخيانة، وتحكيم الدين والضمير، والانسحاب من مؤتمر الخيانة، فآل خليفة والصهاينة يستخدمونهم كأدوات رخيصة ، وستنتهي مهمتهم يوما، وسيبقى العار وغضب الشعوب يلاحقهم.
إن ثورة شعبنا التي انطلقت في ١٤ فبراير قد كشفت بأن مشروع القمع والقتل والتطبيع مع الصهاينة هما وجهان لعملة واحدة، وأن من يعين الخليفيين في مشروع الخيانة مع العدو هو من قدّم له العون في الوقوف ضد ثورة الشعب ومطالبه، فاليوم الصراع في البحرين أصبح أكثر وضوحا، وأدقٌ فرزا بين الجانبين، فهناك جبهة الشعب ومطالبه الحقة ووقوفه مع قضية القدس وفلسطين وحق الشعب الفلسطيني في كل ترابه، وهناك جبهة النظام الخليفي وأولئك الذين وقفوا ضد ثورة الشعب واليوم هم أدوات بيد الصهاينة وبيد مشروع الخيانة والتطبيع.
إن ثورة شعبنا اليوم ومقاومة شعبنا المشروعة على كافة الصعد تعزز من شرعيتها الداخلية والخارجية، وتكتسب عزما أكبر على مواصلة طريقها حتى إسقاط نظام الظلم والخيانة الخليفي.
اليوم نعلنها من دون مواربة أن ثورة شعبنا هي ثورة ضد المشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة، وثورة ضد مشروع الخيانة والتطبيع، وثورة ضد مشاريع التقسيم والفتن الأمريكية الصهيونية، وما النظام الخليفي البغيض إلا نظام قزم جبان وهزيل، وغير قادر على الاستمرار بذاته، وسوف يطوي شعبنا صفحته بإذن الله.
في الختام نود أن نشيد بالحملة الوطنية لمقاومة التطبيع وبالجمعية البحرينية لمقاومة التطبيع وبكل الأصوات الوطنية الحرة التي شجبت خيانة النظام الخليفي والمؤتمر المزبور، كما ندعو أبناء شعبنا كمؤسسات مدنية وشعبية وجماهير لرفع الصوت عاليا، والمشاركة الفاعلة والحاشدة في الفعاليات الميدانية والإعلامية الرافضة لاستضافة وفد العدو الصهيوني، والتي انطلقت تحت شعار “البحرين ترفض التطبيع”.
المجد والخلود والنصر لفلسطين والقدس، ولأمتنا وشعبنا وللثورة والمقاومة الباسلة في البحرين وجميع بلداننا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته