قوى المعارضة الوطنيّة والإسلامية: أمام القمّة العربيّة في المنامة اختبار جدي للاستماع إلى خيارات الشعوب
بِسْمِ ٱللَّٰهِ ٱلرَّحْمٰنِ ٱلرَّحِيمِ
تُعقَد بعد أيّام القمّةُ العربيّة الثّالثة والثّلاثين، ولأوّل مرّة، في العاصمة المنامة، في ظلّ مخاضات وأزمات وحروب متواصلة يُعاني منها العالم العربيّ، بما في ذلك الأزمات الدّاخليّة ومشاكل الحريّات وغياب الدّيمقراطيّة، إضافة إلى التّحديّات الناجمة عن العدوان الصّهيونيّ المتواصل، وما يرافقه من ملفّات وجوديّةٍ على مستوى الهيمنة الأجنبيّة، والتّطبيع، وانتهاك السّيادة الوطنيّة.
إنّنا في القوى الوطنيّة والاسلامية المعارضة نعبّر عن خيبةِ أملنا من النّظام العربيّ الرّسميّ الذي فشلَ في إدارةِ الأزمات المحليّة، وفي عدم الاستجابة لتطلّعات شعوب المنطقة في المشاركةِ الشّعبيّة وتحقيق العدالة الاجتماعيّة، وقد جاءت أحداثُ ما بعد السّابع من أكتوبر الماضي؛ ليزيد من يأسِ شعوبنا إزاء جديّة واستقلاليّة الأنظمة الحاكمة في إدارة ملفّ الدّفاع عن القضايا المصيريّة، والأمن الإقليميّ، وحماية الأوطان من التدخّلات والتّحالفات الأجنبيّة غير الشّرعيّة، وهو ما يجعلنا ندعو المشاركين، وقبل فوات الأوان، إلى وقفةٍ تاريخيّة حقيقيّة، والعودة إلى أحضان الشّعوب والاحتكام لإرادتها الحرّة، وقطْع كلّ الرّوابط والسّياسات التّابعة للقوى الأجنبيّة المعادية. ونسجّل في هذه المناسبة النّقاط التّالية:
▼ إنّ حكومة البحرين التي تستضيفُ القمّة العربيّة هي حكومةٌ مطبّعة و”صديقة” مع كيان العدو، وصدرت عنها – خلال حرب الإبادة في غزّة – تصريحاتٌ رسميّة تتبنّى الرّواية الصّهيونيّة، كما تورّطت في مواقف وإجراءات أضرّت بحقوق الفلسطينيين وبأمن المنطقةِ ومصالحها، بما في ذلك مساعدة الكيان الصّهيونيّ في توفير المؤن والبضائع برّا بعد استهداف السّفن المتوجّهة إلى الكيان المحتل. ولذلك فإنّنا ننوّه إلى استغلال الحكومة في البحرين لانعقاد القمّة للتْغطية على تطبيعها الخطير مع العدو، والتّستّر على سياساتها المرتبطة بالمصالح الأجنبيّة، ومعاداة مصالح شعوب المنطقة.
▼ إنّ أداءَ الحكومات المطبّعة – وفي الخليج على وجه الخصوص – خلال الأشهر الماضية من العدوان على غزّة؛ يختصر الواقعَ المريرَ والمهين للنّظام العربيّ الرّسميّ، وفشله وعجْزه عن ردْع العدوان على غزّة وفلسطين المحتلّة والأراضي العربيّة، وامتناعه عن الاستماع لخيار شعوبه في قطْع التّطبيع وإغلاق السّفارات الصّهيونيّة ودعْم الحقّ الفلسطيني في الدّفاع والمقاومة. إنّنا نعبّر عن الخشية من أنْ تصبح حكوماتُ التّطبيع أكثر تأثيرا على القرار العربيّ الرّسميّ، وتكون السّبب في تكريس الخذلان والتّفريط في القضايا الكبرى، والتّرويج للتّطبيع وتوسيعه على بقيّة الحكومات عبر الضّغوط والرُّشى.
▼ ندعو المشاركون في القمّة العربيّة إلى الإنصات إلى أصوات شعب البحرين وهتافاتهم وشعاراتهم التي تنتشر في كلّ المناطق والأحياء، وأن يتعرّفوا على خيارات هذا الشّعب ومواقفه الحقيقيّة، بما في ذلك موقفه الثّابت في النّضال من أجل حقّه السّياسيّ والدّستوريّ الكامل، وإصراره الشّجاع على الدّفاع عن فلسطين وشعبها ومقاومتها، ورفْضه المطلق لكلّ أشكال التّطبيع والوجود الصّهيونيّ والأجنبيّ المعادي، واستعداده للمضي في هذه الطّريق وحتّى النّهاية، مهما بلغت التّحديّات والتّضحيات.
▼ في الختام، ندعو أصحاب الضّمائر الحيّة ممّن سيُشارك في القمّة؛ إلى مناصرة شعب البحرين والإشادة بخياره الثّابت في الحريّة وفي نصْرة فلسطين وغزّة، وأن يشاركَ هؤلاء شعبَنا وقوانا في الضّغط على الحكومة للكفّ عن الهروب وخلط الأوراق، وتحرير ملف السّجناء السّياسيين من سياسةِ الابتزاز والمساومة، وإنهاء سيطرة الأمن والعسكر على أمور البلاد، والاستجابة لمطالب الشّعب والقوى الوطنيّة في إنجاز دولةٍ دستوريّة شعبيّة عادلة، كاملةِ الإرادة والاستقلال. إنّنا ندعوكم لتذكير الحكومة بأنّ الفرصة لن تتكرّر، لأنّ ما بعد “طوفان الأقصى” ليس كما قبله، وأنّ زمن الشّعوب قد أتى وأزْهر، وزمن الظّلم والاستبداد والاستعمار قد ولّى إلى سَقر.
صادر عن:
قوى المعارضة في البحرين
- تيار الوفاء الإسلامي
- حركة أحرار البحرين الإسلامية
- حركة الحريات والديمقراطية “حق”
- جمعية العمل الإسلامي “أمل”
الأحد 3 ذو العقدة 1445 هـ
الموافق 12 مايو/آيار 2024