بيان: رموزنا القادة يجسدون بصبرهم وصمودهم نموذج التضحية الارقى والمُثل الإسلامية العليا

بسم الله الرحمن الرحيم

مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا “
(23) الأحزاب

في فجر السابع عشر من مارس عام 2011 أرادت العصابة الحاكمة باعتقالها “قادة الممانعة” أن تأسر الإرادة الشجاعة، والبصيرة النافذة، وروح التحدي والتضحية في ذات الله عزوجل، ظناً منها أنها قادرة بالتعذيب المريع والإهانة الشنيعة والتنكيل والإذلال والتهديد أن تفت من عضدهم أو أن تفل عزيمتهم أو أن توهن قوتهم أو تكسر شكيمتهم.

من دون أن تعلم أنها بزجها لعلمائنا وقادتنا ورموزنا في الأسر قد عززت موقعهم كقادة أصلاء للشعب والثورة، فهم الذين على ضوء فكرهم، ومن وحي شجاعتهم، ومن تحت عبائهم انطلقت ثورة ١٤ فبراير المجيدة، وعلى أثرهم الوهاج ستستمر حتى تحقيق الأهداف التي خرجت من أجلها.

يشكل هؤلاء الرموز القادة جزءًا لا يتجزأ من تأريخ نضال شعب البحرين ضد أشكال الظلم والاضطهاد، هم أيقونة للصامدين والثابتين الذين قدّموا أغلب عمرهم في مقارعة الظلم والمنافي والسجون، وكلّ رمز من هؤلاء الرموز له قصه طويلة تحكي عز وتضحية ومعاناة وطن، وتحكي جراحات أثخنت الشعب البحراني، حقيق على شباب اليوم أن يطلعوا عليها.

وتحمل هذه التضحيات في طياتها نتيجتان حتميتان، تتمثل الأولى في انبثاق مجاميع يعبر الله عنهم بالشهداء على الحق بأصل وجودهم وحركتهم في قوله تعالى ” وَتِلكَ الأَيّامُ نُداوِلُها بَينَ النّاسِ وَلِيَعلَمَ اللَّهُ الَّذينَ آمَنوا وَيَتَّخِذَ مِنكُم شُهَداءَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظّالِمينَ” ﴿١٤٠﴾ آل عمران

فيما تؤكد الآية اللاحقة على النتيجة النهائية بقوله عز وجل “وَلِيُمَحِّصَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَيَمۡحَقَ ٱلۡكَٰفِرِينَ” لتتحقق بذلك السنن الإلهية ليكون بلا شك النصر للمؤمنين والعاقبة للمتقين، من دون أن تتخلف أو أن تتبدل، لتحيي فينا الأمل وتدعونا لاستئناف العمل. وما الشواهد القريبة التي مثلت أمام أعيننا إلا دليل على أن هذه السنن نافذة في خلقه، متحققة الوقوع، صارمة الحدوث.

إن رموزنا القادة اليوم بصبرهم وصمودهم منقطع النظير يجسدون نموذج التضحية الارقى والمُثل الإسلامية العليا، وإن لهم علينا دين في أعناقنا بين الوفاء لهم ومناصرتهم ودعمهم ومساندتهم والدفاع عنهم، وأن نثبت على المطالب التي سجنوا ولا زالوا يضحون من أجلها من دون أدنى شك أو ترديد.

صادر عن:
تيار الوفاء الإسلامي
الأحد 6 رمضان 1445
الموافق 17 مارس/آذار 2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى