من هو الشهيد السيد حسين علوي الغريفي؟
الشهيد السيد حسين بن علوي بن أمين الغريفي، عالم دين بحراني بارز من أهالي قرية الغريفة، هاجر مطلع ثمانينات القرن الماضي، فعاش مع عائلته وجمع من أصدقائه الذين اجتمعوا على رفض الاستبداد والاستعباد، ، مجاهداً للظلم ومقارعاً أدواته، فكان ينتقل مع عائلته من دولة الى أخرى، فانتقل من إيران إلى سوريا حيث انخرط في صفوف الحوزة العلمية وبدأ دراسته الحوزوية حتى تتوج بتاج جده رسول الله صلى الله عليه وآله هناك.
ثم انتقل إلى الإمارات ثم إلى السعودية قبل أن يحط اخيراً في وطنه البحرين بعد الإصلاحات المزعومة والمتمثلة في ميثاق العمل الوطني في عام 2001.
نشط سماحة السيد حسين الغريفي على مستوى كبير في مناطق البحرين على المستويين الديني والاجتماعي، حيث كانت له إسهامات في الأنشطة التي تعنى بالمسجد والمأتم، كما كان منخرطًا في الأنشطة الثقافية التي تستهدف قطاع الشباب، كما كان على تواصل مستمر مع بعض الشخصيات في منطقة الأحساء التي عاش فيها فترة من الزمن ولم ينقطع عنها لسنوات.
أصيب سماحته في الأحداث التي عصفت بالبحرين 16 مارس 2011 عندما تم الهجوم على ميدان الشهداء بعد دخول قوات درع الجزيرة، حيث تعرض للضرب الشديد من قبل قوات الجيش ما أدى إلى فقدانه للوعي، ودخوله في غيبوبة، ونقل حينها لمستشفى السلمانية، ثم للمستشفى العسكري، ولم يفق من غيبوبته إلا ليجد نفسه طريح الفراش، فاقداً القدرة على النطق والحركة وحتى الذاكرة.
تم منعه من العلاج لفترة من الزمن، بداعي أنه كان موقوفًا على خلفية الأحداث في ميدان الشهداء، لينقضي كل يوم بفترة ذهبية كانت ستزيد فرصة تماثله للشفاء بشكل أفضل بحسب كلام الأطباء، ليبدأ علاجه فعلياً بعد أشهر سنة من تاريخ الحادثة لينقل إلى الرياض ثم إلى جمهورية التشيك ليعود إلى البحرين مرة أخرى.
وبعد طول معاناة وألم، يصبح سماحة السيد حسين علوي الغريفي مقعدًا يتنقل على كرسيه بين البيت والمأتم، غائباً عن مكانه الذي طالما كان يشغله في نوعية الناس وإرشادهم، فلا يعلو منبراً، ولا يفتح مجلساً، ولكنه يقضي وقته أمام شاشة التلفزيون متابعاً نهما لما يدور من أحداث سياسية هنا وهناك، فرغم عجزه عن الكلام، وضعفه عن الوقوف والمشي، إلا أنه لما يزل يبدي رفضه لمواقف الملمعين لصور الاستبداد والظلم، ليعلوا صوته ويلوح بيده ليترجم قولة جده الشهيرة: «هيهات منا الذلة».
وفي السابع من يناير/كانون الأول 2024، عرجت روح السيد حسين الغريفي إلى بارئها، شاهدًا على جرائم الحكم الخليفي المجرم.