من مقامات فاطمة الزهراء بمشاركة الشيخ عبدالحسن الحامي

تحدث الشيخ عبد الحسن الحامي (حفظه الله) مساء الخميس (7 ديسمبر/كانون الأول 2023) عن مقامات السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام.

وذلك في مركز الإمام الخميني في قم المقدسة ضمن إحياء أيام استشهاد السيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها
أشار الشيخ إلى بعض المقامات التي خصت بها فاطمة الزهراء عليها السلام وعن منزلتها الرفيعة عند الله تعالى والرسول الأكرم والأئمة الأطهار.

وذكر الشيخ الحامي المقام الثاني لها وهو أن السيدة فاطمة الزهراء صاحبة السر، حيث روي عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: “إذا أردت أن تستخير اللّه تعالى وتطلب منه أن يهديك إلى الخير فيما تريد الإقدام عليه فقل ( اللهم إنّي أسألك بفاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسّرّ المستودع فيها)، ويكفي أنها سر لا يمكن لأحد أن يعرفه غير الله سبحانه وتعالى.

أما المقام الثالث فهو علاقتها الخاصة بشجرة طوبا الموجودة بالجنة، ففي حديث للنبي، قال صلى الله عليه وآله: “لما أسري بي إلى السماء فصرت في السماء الدنيا حتى صرت في السماء السادسة إذا أنا بشجرة لم أرى شجرة أحسن منها ولا أكبر منها فقلت لجبرائيل يا حبيبي ما هذه الشجرة؟ قال هذه شجرة طوبى يا حبيبي، قال قلت وما هذا الصوت؟ هذه الشجرة شجرة طوبا يخرج منها صوت، الرسول يسأل جبرائيل ما هذا الصوت الجهوري؟ قال هذا صوت طوبا هذا الصوت يخرج من تلك الشجرة، يقول قال يعني هذا الصوت يقول واشوقاه إليك يا علي ابن ابي طالب. فمعنى الصوت أن الشجرة تشتاق للإمام على بن أبي طالب ظاهراً، وأمير المؤمنين هو نفسه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على حسب الأحاديث المنسوبة للنبي.

ووضح الشيخ العلاقة بين الإمام علي والسيدة فاطمة الزهراء وبين شجرة طوبا، من خلال الحديث المذكور في تفسير القمي المنقول عن الرسول الأكرم أنه كان يكثر تقبيل فاطمة عليها السلام، فأنكرت ذلك عائشة فقال رسول الله صلى الله عليه وآله:” يا عائشة إني لما أسري بي إلى السماء دخلت الجنة فأدناني جبرائيل من شجرتك قوة وناولني من ثمارها فأكلتها فحول الله ذلك ماء في ظهري فلما هبطت إلى الأرض وقعت خديجة رضوان الله عليها فحملت بفاطمة فما قبلتها قط إلا وجدت رائحة شجرة طوبا، فاطمة من تلك الشجرة من شجرة طوبى وتلك علاقة علوية ملكوتية”.

وأكد الشيخ إلى أن السيدة الزهراء في مقامها جمعت بين الإمامة والنبوة، ففي آية المباهلة الآية 61 من سورة آل عمران، تحدثت عن واقعة المباهلة التي دعا فيها الرسول الأكرم صلی الله عليه وآله وسلم نصارى نجران للمباهلة، وذلك بعد أن اختلفوا في مكانة النبي عيسى(ع). وبحسب ما ذكره مفسرو الشيعة والكثير من علماء أهل السنة إنّ المراد من «أنفسنا» هو علي بن أبي طالب عليه السلام، والمراد من «نساءنا» هي السيدة فاطمةعليها السلام، والمراد من أبناءنا الحسنان نجد هذا بأنها حلقة الوصل والرابط بين النبوة والإمامة.

وأشار إلى معنى لقبها بالراضية المرضية، أن الاطمئنان هو قدر الله والرضا بقضائه، كما جاء في زيارة أمين الله لأمير المؤمنين “اللهم فاجعل نفسي مطمئنة بقدرك، راضية بقضائك، مولعة بذكرك ودعائك، محبة لصفوة أوليائك”، فالسيدة صلوات الله وسلامه عليها راضية بما قدر الله لها وقضى متوحلة عليه، وفي نفس الوقت هي راضية مرضية لله سبحانه وتعالى فقد روي أن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله دخل على فاطمة عليها السلام.

وعرض الشيخ عبد الحسن الحامي في نهاية حديثه مقام كون السيدة فاطمة الزهراء بابا للفرج يتوسل المؤمن بها إلى الله عز وجل، كما أن المعصوم يتوسل بفاطمة عليها السلام سر الله المكنون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى