الجلسة التاسعة من شرح سلسلة كتاب “نظرات في الإعداد الروحي” بمشاركة السيد مرتضى السندي
ركز القيادي في تيار الوفاء الإسلامي السيد مرتضى السندي (حفظه الله) مساء الاثنين (4ديسمبر/كانون الأول 2023) على أهمية التقوى في التربية الروحية وذلك ضمن الجلسة التاسعة التي يقيمها مركز الإمام الخميني في مدينة قم المقدسة لشرح كتاب “نظرات في الإعداد الروحي” للشهيد حسين معن (رحمه الله).
حيث قال السيد مرتضى “أن هناك نقطة مشتركة في أسلوب أهل البيت عليهم السلام في تربية شيعتهم وهي مسألة التربية الروحية التي ترتكز على التقوى” ووضح ذلك بالاستشهاد بجملة من أحاديث وروايات أهل البيت عليهم السلام المذكورة في الكتاب والتي تركز على ضرورة البناء الروحي في الشخصية الإسلامية، حيث ذكر ما ورد عن الإمام الباقر (عليه السلام): “لا تذهب بكم المذاهب، فوالله ما شيعتنا إلا من أطاع الله عز وجل”، هنا يرسم لنا الإمام معالم الشيعة بشكل واضح ويعرفون بكثرة ذكر الله والصوم والصلاة والتواضع والأمانة، ويبين الإمام بذلك أن من يخرج من طاعة الله عز وجل يخرج من دائرة التشيع.
وذكر السيد بذلك الصدد أيضاً حديث الإمام الحسين مع الكناني، قال أبو الصباح الكناني “قلت لأبي عبد الله عليه السلام إنا نعير بالكوفة فيقال لنا جعفرية، قال فغضب أبو عبد الله عليه السلام ثم قال إن أصحاب جعفر منكم لقليل انما أصحاب جعفر من اشتد ورعه وعمل لخالقه”، حيث عرف الإمام الشيعة في نظر أهل البيت خلال حديثه أنهم الشاحبون الذابلون الناحلون الذين إذا جنهم الليل استقبلوه بحزن أهل رأفة وعلم وحلم يعرفون بالرهبانية يخشون الله سبحانه وتعالى ويخشون الحساب ونبههم لضرورة الورع والاجتهاد للخلاص من كل الضغوطات والابتلاءات التي تقع عليهم.
وتطرق السيد مرتضى في حديثه إلى عنوان آخر في الكتاب وهو الجانب الروحي والممارسات العبادية، وأوضح الأفكار الخاطئة التي يمكن أن تختلط على بعض الأشخاص، حيث قال “لدينا فكرتان خاطئتان الفكرة الأولى التي تظن أن العبادات والجانب الروحي هو شيء واحد، والفكرة الثانية الخاطئة هي التي تعتقد أنه يمكن البناء الروحي والتربية الروحية والعمل على ذلك من دون الحاجة إلى كثرة العبادات والتبتل والتهجر وتلاوة القرآن”.
وأوضح من خلال طرح العنوان الثالث بعض الممارسات الروحية المنحرفة التي شوهت النظرة لمسألة التربية الروحية مثل الصوفية المنحرفة التي تدفع البعض لأن ينعزلوا عن الحياة الدنيا ويقطعوا علاقتهم بالمجتمع، إن الإسلام يخالف هذه النظرة الصوفية المنحرفة التي نشأت حتى في زمن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفي زمن الأئمة عليهم السلام وقد نهاهم الرسول وأهل البيت عن هذه الممارسات.
وختم قائلاً “الوعي الإيماني هو المدركات الذهنية التي تتمتع بالاستحضار المستمر والمعايشة الدائمة من قبل الإنسان المؤمن كالإيمان بالله، فالإيمان هو مدرك يدركه كل فرد منا حينما يعتقد بوجود الله سبحانه وتعالى وهذا المدرك يجب أن يكون حاضر مستمر، وكما أبدع الإمام الخميني في قوله (العالم محضر الله فلا تعصي الله في محضر الله).