الآراكي خلال حفل عيد شهداء البحرين: الزهراء وضعت حجز الأساس للشهادة
تحدث آية الله الشيخ محسن الآراكي عضو مجلس خبراء القيادة في إيران، الاثنين (11 ديسمبر/كانون الأول 2023) عن دور السيدة الزهراء (ع) في ترسيخ معنى الشهادة وذلك ضمن فعاليات حفل عيد الشهداء الذي أقيم في مركز الإمام الخميني في قم المقدسة تحت شعار “أحياء فينا”.
وأشار الشيخ في حديثه عن العلاقة بين الشهادة والأيام الفاطمية من منظور طبيعي تكويني، حيث قال:” إن السيدة فاطمة الزهراء هي أم تيار الشهادة، التيار الذي صان الإسلام وصان المجتمع الإسلامي”.
وأضاف ” هذا الخط الطويل الذي نبع من بيت فاطمة عليها السلام والمستمر إلى يومنا هذا هو الخط الذي يصنع التاريخ البشري ويصله إلى بر الأمان، قال تعالى في سورة النور :(وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) وبذلك يكون الانتصار في نهاية الأمر انتصار أصحاب القضية العادلة وأصحاب الحق.”
وأكد أن ظهور الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف آخر الأئمة الأطهار هو تطور كوني إلهي حتمي لنفس التيار الجهادي الفاطمي تيار الشهادة، وهو ما ورد في حديث النبي عليه الصلاة والسلام حيث قال: (لَتُمْلَأَنَّ الأرضُ ظلمًا وعدوانًا، ثُمَّ لَيَخْرُجَنَّ رجلٌ مِنْ أهلِ بيتِي، حتَّى يملأَها قِسْطًا وعدلًا، كما مُلئَتْ ظلمًا وعدوانًا).
وبين أن الصلاح الذي خرج من بيت فاطمة عليها السلام والذي سيحكم بعد كل هذا الفساد والخراب هو صلاح دائم مستمر ليس بعده فساد مطلقاً وهذا ما يميز مدرسة الشهادة عند فاطمة الزهراء وأهل بيتها الأطهار ومن والاهم عن غيرها من المدارس، والتاريخ الحقيقي الذي يجب أن يكتب على مدى العصور هو خط الحق، خط ذلك التيار، لا خط السلاطين المزيف الذي خطوه بظلمهم وجورهم، والآية في سورة هود (وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُودًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَنَجَّيْنَاهُم مِّنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ) تروي كيف حارب هودا القوم الظالمين وانتصر عليهم، والأمثلة كثيرة في القرآن الكريم عن أن الأنبياء طالما ثاروا ضد الفساد وانتصر ا عليه.
وختم الشيخ محسن الآراكي ” إن الشهداء الذين يتقدمون هذه المسيرة هم كلهم أبناء فاطمة سلام الله عليها وهي التي وضعت حجر الأساس لهذه المسيرة المليئة بالدموع البناءة القوية لا الدموع العاجزة الضعيفة دموع صنعت وتصنع التاريخ.”
وحضر جمع غفير من الجاليات البحرانية والإسلامية الحفل الذي أقامه مركز الإمام الخميني (قدس) بمناسبة عيد الشهداء الذي يحتفي به البحرانيون في 17 عشر من كل عام تخليداً لسيرةِ شهدائنا الأبرار ومسيرتهم، واستمراراً في مسيرةِ الحريّة والعدالة المكلَّلة بدماءِ الشّهداء.