الدكتور البرزنجي: واقع العراق المقاوم ليس وليد اللحظة وإنما هو جزء أساسي من محور المقاومة

أقام مركز الإمام الخميني محاضرة تطرق فيها إلى آخر تطورات الساحة العراقية يوم الخميس (30 نوفمبر/تشرين الثاني 2023) ألقاها الكاتب والمحلل السياسي الدكتور حيدر البرزنجي. بحضور أبناء الجالية البحرانية في قم المقدسة، وبحضور السادة العلماء.

أكد الدكتور حيدر أن واقع العراق المقاوم وموقفه من الأحداث التي تجري في العالم العربي ليس وليد اللحظة وإنما هو جزء أساسي من محور المقاومة حيث قدمت الحوزة العلمية في النجف الأشرف وما تزال تقدم العلماء والشهداء في طريق التحرر والتخلص من الغزو الثقافي الذي استمر لعقود واستهدف الفكر المجتمعي عبر السيطرة على المجتمع العراقي وسلب خيراته ونهب ثرواته تحت عناوين وأساليب مختلفة.

وأضاف الدكتور “أعتقد أن ما حدث في العراق بعد عام (2003) ليس وهو أشبه بحال طوفان فلسطين حاليا الذي وصفه السيد القائد حفظه الله أنه ما بعد الطوفان ليس كما قبل الطوفان” فقد كانت تلك المرحلة بداية انهيار الحكم الديكتاتوري رغم أن الظروف آنذاك جاءت بالاحتلال الأمريكي الذي أدعى أنه السبب بذلك ووظف تلك الادعاءات لتحقيق مصالحه وأهدافه الغير معلنة، بينما الحقيقة أنه بعد الثورة في إيران ظهرت هناك تشكيلات جهادية كبيرة في الجمهورية الإسلامية وفي العراق ثلة قليلة من المؤمنين استطاعوا أن يوجهوا ضربات نوعية قوية داخل معسكرات الاحتلال الامريكي واستفادت الحكومة العراقية سياسيا من هذه القوة حتى أخرجوهم مقهورين مهزومين بشهادة أمريكا بحد ذاتها فالاستعمار لا يفهم إلا لغة قوة السلاح وقوة الصدع والردع وبالتالي كل الطرق السلمية التي يتحدثون عنها عبر التاريخ لم تثمر بوجه المحتل.

وأوضح أنه مع حدوث الثورة الإسلامية في الجمهورية الإسلامية بقيادة الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه أسست قوى الهيمنة قواعد لمواجهة هذه الثورة بمساعدة بعض حكام تلك المنطقة فدارت المواجهات والحروب فيما بينهم ولكن استخدمت أراض جغرافية مختلفة كأداة وظيفية لحربها وعمد الاحتلال الامريكي إلى التقليل من أهمية النصر الذي حققه المقاومون العراقيون عبر تزييف الوقائع وتغييب الصورة في أذهان الشباب، لتغير استراتيجيتها في الحرب في عام (2014) فصنعت ورعت التنظيمات والحركات الإرهابية التكفيرية المتطرفة لتدخل من باب الفتنة والاقتتال الداخلي بين أبناء الشعب الواحد عبر سفك الدم والتفجيرات كالتفجير الذي أحدثته تلك المجموعات في مرقد الإمامين الشريفين في سامراء ولكن حكمة المرجعية في العراق السيد السيستاني حفظه الله كانت أكبر وأجمل وأشمل حيث حمت العراقيين من هذه الفتنة المفتعلة.

وقال “الشهيد سليماني ومن وراءه الجمهورية الإسلامية في إيران ساهم بدعم المقاومين لمنع سقوط العراق تحت براثن الإرهاب عبر خوض الحرب الصلبة على الأرض والحرب الناعمة التي لا تقل أهمية بتأثيرها وخطورتها على العدو، وهو ما تحدث عنه السيد القائد حيث قال علينا أن نذهب باتجاه جهاد التبيين ونشر الثقافة بين أبناء المجتمعات التي يحاول الصهيو أمريكي “السيطرة عليهم.
وكما نبه أن داعش بسوادها القاتم وبشاعتها كانت نعمة للمؤمنين لأنها وحدت الصفوف والقلب ولأنها أنتجت الحشد الشعبي الذي حرر الأرض وأصبح قوة نعتز بها امتزجت دمائهم الزكية على السواتر بدماء المجاهدين من لبنان وايران وكانت خاتمة القادة مسك معطر بالشهادة مقطعي الأوصال كما تمنوا في حادثة المطار الأليمة.

وأضاف بعد فشلهم بالميدان تحول الأمريكي والدول الداعمة له لمحاربة العراق عن طريق المعركة السياسية، ودس السم بين أبناء الطائفة الواحدة ولكن هذه المرة أيضاً نجح المراجع الكرام بفضل من الله بوأد الفتنة ونقلت البلد إلى مرحلة الاستقرار والنصر المتلاحق بسواعد المقاومين.

وأشار إلى أن ” ما وصلنا إليه اليوم من وحدة الساحات بين محور المقاومة وما حدث من عز وكرامة في معركة طوفان الأقصى يجعل رؤوس الشرفاء مرفوعة، وهي قضية جمعت العراق للمرة الأولى بكل مكوناته حكومة وشعباً وقوى مقاومة”، ولا يمكن نسيان فضل إخواننا المجاهدين من أنصار الله الحوثيين اللذين لهم دور مشرف بقراءتهم الواقعية للميدان.

وأشار الدكتور حيدر إلى ما قاله السيد القائد في لقاءه مع السيد رئيس الوزراء عن الدور المحوري والأساسي الذي يمكن أن يلعبه العراق في المنطقة ” إن لدى العراق إمكانيات وقدرات بإمكانها أن تكون عامل توازن بين ما يحصل من التقهقر والتراجع الذي حصل في بعض الدول أو الأدوات”.

وختم قائلاً” إن بعد الثورة الإسلامية في إيران تحولت موازين القوى ليعز الله الإسلام على أيدي الشيعة بما يحملونه من إيمان وقيم في كل مكان وجدوا فيه، لأنه عندما لا يكون الشعب متفق على جوهرية أساسية غايتها وهدفها هو تخليص البلد من القوى الشيطانية التي تدفع مليارات الدولارات ليصل الشعب في بعض البلدان المقاومة كلبنان والعراق وسوريا وإيران إلى حالة اليأس والقنوط، ولكن بفضل الله سبحانه وتعالى أولا ودماء الشهداء والقوة التي أعدت لمحارتهم فشلت مخططاتهم المعركة مستمرة وما زالت الانتصارات مستمرة”.


الفيديو


الصور

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى