آية الله الكعبي: طوفان الأقصى نافذة المؤمنين لحماية دار الإسلام.. والدفاع المشروع لا يحتاج إلى اذن الفقيه
شارك عضو مجلس خبراء القيادة في إيران، سماحة آية الله الشيخ عباس الكعبي، في سلسلة الفعاليات التي يقيمها مركز الإمام الخميني (قدس) بمدينة قم المقدسة ضمن حملة أهالي البحرين لمناصرة الشعب الفلسطيني تحت شعار “طوفان الأقصى .. معركة الأمة كلها”.
وتحدث آية الله الكعبي محاضرته مساء الأثنين (20 نوفمبر/تشرين الثاني 2023) عن عملية طوفان الأقصى وما يترتب عليها من تداعيات من منظور فقهي عقائدي. مشددًا على أن “الدفاع المشروع لا يحتاج إلى اذن الفقيه فكل شخص يستطيع بطعنة سكين وبهجوم على بيت مستوطن صهيوني يقوم بعملية دفاع حتى لو كان هذا الدفاع فدائي يجب عليه”.
وأكد آية الله الكعبي في بداية بحثه على أهمية استيعاب الموضوع الشرعي تماما بشكل صحيح ليتمكن العالم من إصدار الحكم الشرعي المناسب له، ومن ضمنها موضوع القضية الفلسطينية لما لها من جوانب عديدة ومهمة جداً.
وقال “من جهة أولى فإن فلسطين بلاد إسلامية وأرض مباركة مقدسة لقوله تعالى:(الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ)، وهي أرض بلاد المسلمين وبالتالي بلاد واحدة لا تتجزأ بالمفهوم الاسلامي ويطلق عليها من الناحية الفقهية عنوان دار السلام”.
وأضاف “إن دار الإسلام هي الأرض والبلاد التي يقطنها المسلمون تقام فيها أحكام الإسلام وشعائر الإسلام ولها عواقب وأصالة بالإسلام”، ضاربا بفلسطين المثل معتبرا أنها إلى جانب الأراضي المقدسة في مكة والمدينة وأمثالها هم “قلب دار الإسلام”.
ولفت بأن فلسطين التي هي جزء من دار الإسلام أصبحت بعد وعد بلفور أصبحت مغصوبة مظلومة متجبر عليها، فسميت وفقاً لذلك فقهياً دار الاسلام المنثلمة أي قسم من دار الاسلام التي جزئت وانثلمت بالقوة والقهر. والحكم الشرعي المتفق عليه في هذه الحالة الدفاع المشروع والذي هو حق قانوني وحق دولي وحق فقهي وشرعي تبعاً لفتوى جميع فقهاء المسلمين من دون استثناء. وهو حق واضح يقره كل إنسان شريف مسلم كان أم غير مسلم شيعي أو سني أو مسيحي أو يهودي يعيش في العالم.
وشدد آية الله الكعبي على أن “إدعاءات اليهود شرائهم الأراضي الفلسطينية من الفلسطينيين والفلسطينيين هم الذين باعوا أراضيهم نتيجة الطمع والأموال الطائلة التي تعطى لهم، هو محض باطل وافتراء، فإن الاحصائيات التي تقول بأن أغلب الأراضي أخذت غصباً من ساكنيها و ال8% التي بيعت لليهود كانت بالإكراه وليس بالرضا وهو بيع باطل فقهياً، ومن الناحية القانونية هي أيضاً باطلة لأنها أراضٍ سيادية لا يمكن بيعها وشرائها فقانونياً باطل والمعاملة فاسدة ومن ناحية تكليفية من يرتكب هذه الجريمة هو بالواقع مرتكب حرام”.
وبما أن الحق ثابت لا يمكن اسقاطه مهما طال الزمن أو قصر فإن صاحب الحق يستطيع أن يطالب متى استطاع. والدفاع عن دار الإسلام هو واجب الجميع ليس فقط على أهل تلك الأرض ونصرتها ونصرتهم واجب شرعي وفقهي وأخلاقي ولا يكون إلا بالقوة كما أخذ بالقوة التي تعد ويحضر لها بشكل تدريجي مدروس، فمن لا يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم.
وأشاد آية الله الكعبي بتجربة الثورة الإسلامية في إيران التي صنعت قوتها بالتدرج من منطلق أن صناعة القوة لحماية دار الإسلام أمر واجب ومشروع مهم لحماية الأمة الإسلامية. وكل دعم لحركات المقاومة التي تسعى لتحرير جزء من هذه الأرض هو طريق للقوة التي يحبها الله ورسوله والتي ذكرها في حديثه :(المُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ).
وأشار آية الله الكعبي إلى أن الدفاع المشروع لا يحتاج إلى اذن الفقيه فكل شخص يستطيع بطعنة سكين وبهجوم على بيت مستوطن صهيوني يقوم بعملية دفاع حتى لو كان هذا الدفاع فدائي يجب عليه، واي منطق هذا الذي تطلب من المدافع المغصوب حقه وارضه ويمارسون ضده القتل والغصب والفتك والذبح والاسر والتحقير والذل والهوان خلال خمسة وسبعين عام وتقول له انت اسكت والتزم بالهدنة مع الكيان الصهيوني والكيان الصهيوني قد يستمر في غيه.
ورأى آية الله الشيخ الكعبي بأن ما يجري في غزة اليوم هو تمحيص وتثبيت للمؤمن القوي الواثق بالله على امتداد العالم، وأن الله تبارك وتعالى أعطى الباذل والعامل في سبيله تأييداً ووعدا بالنصر. وهو ما ذكره في كتابه الكريم:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ).
وختم بالقول ” نرى الانتصارات العظيمة لمحور المقاومة في غزة، بينما الكيان الصهيوني لم يحقق أي انتصارات عسكرية، وما فعله من مجازر وقتل وإبادة وتشريد ليس سوى فضيحة له ولداعميه”.
وأضاف “إن أحداث معركة الطوفان اليوم قسمت العالم إلى قسمين واضحين، الرأي المساند لفلسطين والفلسطينيين حتى في أمريكا وأوروبا، والرأي المتخاذل والمخزي الذي مع الأسف يوجد حتى عند بعض حكام العرب”.
الفيديو