السيد عبدالسلام زين العابدين يبحث في محاضرة بمركز الإمام الخميني صفات اليهود بالقرآن الكريم

بحث أستاذ التفسير وعلوم القرآن، سماحة السيد عبد السلام زين العابدين، بعض صفات اليهود التي جاءت في القرآن الكريم خلال محاضرة ألقاها ضمن مركز الإمام الخميني في قم المقدسة، يوم الاثنين (13 نوفمبر/ تشرين الثاني ‘2023’).

واستعرض السيد زين العابدين خلال المحاضرة الثالثة من محاضرته حول أبرز صفات اليهود المذكورة بالقرآن الكريم، وما كان لها من أثر سلبي على الإسلام والمسلمين والعالم بشكل عام.

ومن الصفات التي سلط عليها الضوء هي “المكر” ﴿وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾ حيث أوضح أن المشاكلة لفظية فقط بين مكر اليهود ومكر الله عز وجل وقد استند بذلك لشرح السيد الطبطبائي الذي يعتبر أنه ليس هناك مشاكل ولكن غاية الأمر أن هناك مكان مكر محمود وهو مكر الله تعالى والمراد منه تثبيت المؤمنين ونصرهم عبر نهيهم، ومكر مذموم كما هو متأصل في اليهود.

وكذلك، أشار سماحة السيد إلى الأساليب المثبتة لمكر اليهود:

١. أسلوب الاستهزاء والسخرية: والذي يعتمد على التشويه والعزل المعنوي للإنسان لمجرد مخالفة أهوائهم وضلالهم، فالطغاة والمتجبرين أساليبهم واحدة على مر العصور، كاتهام الأنبياء والمرسلين بالسحر والجنون { وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ }، والعلماء والمثقفين في يومنا هذا يتهمون بالخروج عن أمر الولي لمجرد قولهم الحقيقة، وبالتالي يكون نتائج أساليبهم واحدة وهو الاستهزاء.

وبذلك يعتبر ما قاله الإمام الخميني في كتابه ‘منهج الإمام الخميني في التفسير أصله ينبع من القرآن الكريم “إذا مدحتنا أمريكا في يوم من الأيام نقيم الحداد والمآتم في إيران”، وما يقصده الامام هنا أن الباطل لا يمكن أن يعني الحق أبداً فالباطل لابد أن يكون عدو الحق، وحينما يمدحك الباطل فإن لديك جزء منه فيمدحك على باطلك ﴿ وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا ﴾. لاتخذوك خليلاً اي ستصبح لهم صديقاً وهو ما ينطبق اليوم على أصدقاء اسرائيل من البحرين والإمارات والسعودية والمغرب، فإن غزة فضحت بمعركتها الأخيرة “طوفان الأقصى” المنافقين وعرتهم.

٢. السجن وأسلوب القتل: وهو مدرسة توعوية ومحراب عبادة إذا استغله المسجون فإنه يصبح ذا فكر عميق ينتج مؤلفين كالذين ألفوا بالسجون كتب تفسير ضخمة أمثال الاستاذ محمد بن عبد الوهاب. كما أن قراءة القرآن في السجون يجعلنا نفهم القرآن فهما عميقا أكثر من قراءته أيام الترف.

٣. أسلوب النفي والابعاد: يهدف الماكرون من اليهود وغيرهم من هذا الأسلوب التخلص من الفكر المخالف لهم، ولكن أثبتت التجارب عكس ذلك، وما ذكره محمد حسين هيكل عن نفي وإبعاد الإمام الخميني يترجم ذلك، فحينما وطأت قدما الإمام الخميني فرنسا أصبح شخصا عالميا في الاعلام بينما كان في العراق لا يسمع عنه.

وكما يحصل الآن في غزة حيث ظهر اليهود وبنو اسرائيل على حقيقتهم في القتل بعد صمود الفلسطينيين “37” يوما تحت النيران والقصف ليلا ونهارا.

ومع تمعنهم بقتل الأبرياء من نساء وأطفال ورجال وهتك للمحرمات، لم يستطيعوا التقدم بساحة الحرب والمعركة وهذا حتميا سيكون نهايته نصر عظيم.

وسلط سماحة السيد عبدالسلام زين العابدين على صفة “النفاق” ﴿ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ﴾، حيث يظهر من خلال التضليل الذي يمارسه اليهود وأتباعهم على مر العصور واجتزاء الحقائق وقلبها لما يخدم مصالحها، ولكن ذلك لابد أن ينقلب عليها لما وعدهم فيه الله في كتابه الكريم مهما طال نفاقهم ﴿ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ﴾.

وذكر كذلك عن صفة “حب الدنيا وكراهية الموت” المتأصلة في اليهود، وقال إن هناك عدم تكافؤ في صفات المؤمنين واليهود من جهة استقبال الموت ونظرتهم له يجعل منه طريقا للنصر أيضاً، فالمؤمنون يرون بالموت حياة فكيف إذا كانت شهادة في سبيل الله والأوطان (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا  بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ)، بينما جبن اليهود يدعوهم للخوف منه ﴿ولَتَجِدَنَّهم أحْرَصَ النّاسِ عَلى حَياةٍ ومِنَ الَّذِينَ أشْرَكُوا يَوَدُّ أحَدُهم لَوْ يُعَمَّرُ ألْفَ سَنَةٍ وما هو بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ العَذابِ أنْ يُعَمَّرَ واللَّهُ بَصِيرٌ بِما يَعْمَلُونَ﴾

وذكر سماحة السيد عبدالسلام أنه من الصور التي تترجم تعلق اليهود بالدنيا هذه الأيام الهجرة المعاكسة التي بدأت منذ سنين و ازدادت أضعافا منذ الحرب الأخيرة على غزة، فالزمن كفيل أن يكون لصالح المستضعفين أصحاب الأرض، والزمن ليس بمصالحهم لأن الحرب جعلت الأمن والاقتصاد مهزوزان وهما الركنان الأساسيات لاستمرار البقاء (رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات).

ولفت إلى أن ذلك هو ما يشير إليه السيد حسن نصرالله في خطابه أننا في معركتنا مع الكيان الإسرائيلي نفوز بالنقاط لا بالضربة القاضية.

وختم سماحة السيد زين الدين محاضرته بوعد الله للمؤمنين الصابرين المحتسبين بأن النصر قريب وكبير بحجم التضحيات.


الفيديو


الصور

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى