بيان: مستمرون بالمقاومة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

تمر علينا في هذه الأيام ذكرى الثالث عشر من شهر مارس، يوم استباحت الدّبّابات والمدرعات الخليجية الغازية بغطاء أمريكي أرض البحرين الطاهرة، وراحت تعيث الفساد وتنشر الرعب والخراب، وتعين على قمع وقتل أبناء شعب البحرين المطالبين بحقوقهم الأصيلة والمشروعة، تحت شعار حفظ سيادة الوطن الذي ما ذاق طعم السيادة ولا الاستقلال منذ أن وطأته أقدام الخليفيين الذين سلموا البلاد لكل من هب ودب.

لقد مارس الحكم السعودي البغيض جرائم بحق الأمة والشعوب المسلمة، بدأت بالهيمنة على المشاعر المقدسة في بلاد الحرمين، وتخريب التراث الإسلامي، وفتح القواعد الأجنبية لتنشر التآمر والفساد والحروب في منطقتنا، ودعم المشاريع والحروب التكفيرية الوهابية، واستباحة أرض البحرين الطاهرة، ودعم دكتاتوريات المنطقة ضد شعوبها، وشنّ الحرب الظالمة على يَمَن الإسلام والعروبة، والتآمر على فلسطين، وبذلك أصبحت مقاومة الحكم السعودي مشروع إسلامي عربي لشعوب منطقتنا وأمّتنا.

إن يوم ١٣ مارس قد فتح بلادنا على مرحلة الانتقام الخليفي السعودي ضد شعبنا الأبي المقاوم، فتدهورت الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنيّة والحقوقية والاجتماعية بشكل حاد، كما صعّد الحكم الخليفي من استهداف الهوية الأصيلة للبلاد وسكانها، وسياسة القمع والاستهداف الطائفي بشتى أشكالها، وهي سياسة تكفيرية سعودية بامتياز، مما يفرض تكثيف الجهوزية النفسية والمعنوية واتخاذ اسباب القوة لمواجهة كل مظاهر القمع والاحتلال والهيمنة الأجنبية على البلاد.

كما يختزل هذا اليوم في دروسه غدر النظام الخليفي وكذبة الحوار، وغدر الراعي الأمريكي وخبثه، وحقيقة الغطاء السياسي الأمريكي البريطاني للقوات الغازية، ويعري صمت دول العالم إزاء مظلومية شعبنا وحقوقه، وهي دروس قد وعاها أبناء شعب البحرين، فأصبح يشخّص العدو بشكل واضح، ومن كل ذلك أدرك شعبنا أن منهج المقاومة السياسية والميدانية لازم في ساحة الصراع، فِي عالم لا يعترف إلا بالحضور القوي والواعي.

أما بعد كل هذه السنوات لا زال وجود كل هذه القوات الأجنبية المحتلة في بلدنا يهدد أمننا وأمن واستقرار المنطقة، وهو ما يعطي الحق لأبناء شعبنا في مقاومة هذه القوات الأجنبية وطردها وتطهير تراب البحرين من دنسه بكافة السبل المشروعة.

ولكل ذلك بات الثالث عشر من مارس يوم لاستحضار الوعي وشحذ الهمم لمواجهة كافة أشكال الاحتلال والتطبيع في البلاد، خاصة أن النظام الحاكم جر البلاد إلى ما لا ينبغي أن تكون جزءاً منه في قبال استقلال المنطقة واسلاميتها وحضارتها، كما أن محاولات التطبيع تسعى لتوسيع دائرتها وتعميق نفوذها أكثر فأكثر في عالمنا العربي والإسلامي.   

من هذا المنطلق فإننا ندعو أبناء شعبنا لإحياء اليوم الوطني لمقاومة الاحتلال في ١٣ مارس القادم، وذلك تحت شعار “مستمرون بالمقاومة”، تأكيداً على رفض الدور السعودي المُخرب والغربي المتواطئ على قضية شعبنا العادلة، وحماية للمصالح السياسية والاقتصادية والعسكرية الجشعة والضيقة مع نظام حكم عنصري وقبلي ولا يتمتع بأدنى معايير الشرعية الدستورية.

صادر عن:

تيار الوفاء الإسلامي

الجمعة 18 شعبان 1444 هـ

الموافق 11 مارس 2023 م

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى