بيان الذكرى الثانية عشر لانطلاق ثورة البحرين

بسم الله الرحمن الرحيم
(قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي) يوسف – 108

نبارك لشعب البحرين الأبي هذا اليوم مرور اثنا عشر عامًا من الصبر والتضحية في سبيل إقامة الحق وتحقيق العدالة، ونُعظم في ذكرى الثورة دماء الشهداء الأبرار، ونُحيّي صمود المعتقلين السياسيّين وفي طليعتهم الرموز المضحّين، ونوجّه تحيّة إجلال للجرحى والمطاردين والمغتربين، ونُجل صبر عوائلهم، ونُكبر الروح الثورية الشعبية المتجددة والثبات على الموقف، وإن من شأن هذه الاستقامة أن تُسقط رهانات الحكم وداعميه على تعبكم، وجنوحكم للعافية والحل السياسي الذليل.

اثنا عشر عامًا مرت منذ انطلاق “ثورة الرابع عشر من فبراير” الفصل الأبرز من فصول الحراك الشعبي في البحرين، الثورة التي جاءت امتدادًا لتاريخ من الصراع السياسي بين الشعب البحراني وبين الاستعمار والنظام الحاكم، فعلى الرغم من أن ثورة الرابع عشر من فبراير لم تكن الوحيدة في تاريخ البحرين الحديث إلا أنها كانت الأنصع والأكثر جرأة واستقطابًا للجماهير، والأصدق في التعبير عن طموح وآمال الشعب البحراني، كما أنها استطاعت تشخيص أصل الداء ووضعت الشعب البحراني على خارطة الطريق الصحيحة نحو تحقيق طموحاته في دولة كريمة ونظام حكم عادل منبثق من إرادته و ثقافته.

نجدد في تيار الوفاء الاسلامي الموقف بدعم حق شعب البحرين في اختيار نظامه السياسي ونيل حقوق المواطنة الكاملة، كما نؤكد على أن الاسباب التي دعت الشعب لتفضيل التضحيات العظيمة على السلامة لا زالت قائمة وذلك لأن:

• الشعب أمسى أكثر وعيًا من ذي قبل بحقوقه المشروعة التي أقرتها الرسالة السماوية وكذلك القوانين الوضعية، وأكبر ثقة بقدرته على نيل الحقوق.

• نظام الحكم السياسي أكثر سوداوية وفشلاً من ذي قبل فيما يتعلق بإدارة البلاد وتسيير شؤون العباد، وذلك بإغلاق الفضاء السياسي واحتكار ثروات البلاد، وإغراقها في الازمات والفساد الإداري والاقتصادي، وتغيير هوية الارض، واستبدال الشعب بآخر، وتزوير التاريخ، ونشر الفساد الثقافي والأخلاقي، وأخذ سيادة البلد وخيراته بعيدًا عن الإرادة الشعبية، بتسليمها لمجموعة من المحتلين والمتسلطين، والتفريط في سيادة البلاد وتحويلها الى ثكنة عسكرية ومقر أمني دولي.
• اقدام نظام الحكم على تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني، وهي جريمة لا يمكن أن تُغتفر، لما في ذلك من حرب على العقيدة، وفصل السياسية الرسمية عن إرادة الأمة الإسلامية والشعب في تحرير القدس ونصرة القضية الفلسطينية.

كما نُعيد التأكيد على أننا في تيار الوفاء الإسلامي “مستمرون بمبدئية وثورية” في حراكنا ضد النظام الحاكم، ودعم الحراك الشعبي، ومن دون ادنى شك أن هذه الأنظمة إلى زوال، وذلك من خلال العمل الدؤوب ونؤكد على النقاط التالية:

أولاً: مواصلة الدرب بعزم وثبات مع الجماهير المضحية والقوى الحيّة والمخلصة في السعي لإقامة نظام سياسي منبثق من الإرادة الشعبية المباشرة والحرّة.

ثانيًا: الحفاظ على وحدة الكلمة ورص الصفوف والتكامل في الأدوار، والتمسك بالعمل المشترك، فالصراع مع النظام الحاكم هو صراع في اتجاه واحد، ووحدها نتائج الممارسة والفعل ستحدد آفاق العمل وتناميه وإيمان شرائح المجتمع به.

ثالثًا: الاعتماد على العمل الجماهيري الحاشد والثوري كطريق لتحقيق المطالب، ودعم حق الشعب في استخدام كافة الوسائل المشروعة في سبيل تحقيق تطلعاته ودفاعه عن مقدساته.

رابعاً: السعي الحثيث للعناية بعوائل الشهداء والأسرى والجرحى والمطاردين وضحايا الظلم والجور في كل حاجاتهم.

وختاماً، فإنّنا ندعو الجمهور لتوجيه الجهود نحو تأهيل الساحة من جديد والتحشيد الإعلامي والثوري لاستنهاض الروح الثورية في ذكرى انطلاق ثورة 14 فبراير.

اللهم ارحم شهداءنا الأبرار وامسح على جرحانا وآمن مطاردينا وفك قيد أسرانا وحقّق مطالبنا.

صادر عن:
تيار الوفاء الإسلامي
الأثنين 22 رجب 1444 هـ
الموافق 13 فبراير/شباط 2023

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى